منذ الساعة الثامنة صباح الجمعة، هبّت نسبة كبيرة من المواطنين في ايران الى دوائر الإنتخابات للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشورى الاسلامي لدورتها الـ 12، وايضا الدورة السادسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة، في انحاء محافظات الجمهورية الاسلامية الايرانية الـ31، فيما سجّلت الإنتخابات حضوراً واسعا من قبل كافة أطياف الشعب.

منذ الساعة الثامنة صباح الجمعة، هبّت نسبة كبيرة من المواطنين في ايران الى دوائر الإنتخابات للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشورى الاسلامي لدورتها الـ 12، وايضا الدورة السادسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة، في انحاء محافظات الجمهورية الاسلامية الايرانية الـ31، فيما سجّلت الإنتخابات حضوراً واسعا من قبل كافة أطياف الشعب، بما في ذلك الجانب المتردّد منهم، ما وجّه ضربة قاصمة لمحاولات أعداء البلاد الذين بذلوا جهدا كبيراً لتعكير صفو هذا الإقتراع الشعبي المصيري للبلاد.
وبدأت جولة الإنتخابات هذه بإعلان وزير الداخلية عند الساعة الثامنة صباحا، انطلاق عملية الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة، وانتخابات مجلس خبراء القيادة السادسة؛ حيث أدلى الشعب الايراني بأصواته في ما يبلغ 59 الف مركز انتخابي لدى 31 محافظة بمدنها وقراها.


منافسة كبيرة
وفيما إنهمكت الدوائر الإنتخابية يوم أمس بإحصاء عدد الأصوات وفرزها، تنافس في الدورة الثانية عشرة للانتخابات البرلمانية ما يبلغ 15 الف مرشح على 290 مقعدا، بينما تنافس 144 مرشحا لنيل 88 مقعدا في مجلس خبراء القيادة. كما كان لـدى 61 مليونا و172 الفا و298 شخصا من المواطنين الايرانيين، بمن فيهم 30 مليونا و945 الفا و133 رجلا، و30 مليونا و227 الفا و165 امراة، المؤهلات القانونية للمشاركة في عملية التصويت للدورة الثانية عشرة لانتخابات مجلس الشورى، والنسخة السادسة من انتخابات مجلس خبراء القيادة في ايران. وأدلى الناخبون بأصواتهم بإحدى وثائقهم الثبوتية، بما في ذلك الهوية أو البطاقة الوطنية أو بطاقة نهاية الخدمة أو رخصة القيادة أو جواز السفر.

الدوائر الإنتخابية تكتظ بالناخبين
وإكتظت جميع الدوائر الإنتخابية في جميع أنحاء البلاد بصفوف الناخبين المتحمسين للإدلاء بأصواتهم وإختيار المرشح الأنسب ممن سيمثّلهم في مجلسي الشورى وخبراء القيادة، حيث شهدت العاصمة طهران طوابير طويلة من الناخبين لإختيار ممثليهم، كما شهدت بقية المحافظات أيضاً مشاركة واسعة، في حين جابت صناديق الإقتراع ايضاً القرى والمناطق البعيدة ليمارس المواطنون في أبعد نقاط البلاد حقّهم الإنتخابي، ونظراً لحجم المشاركة الكبيرة وضعت العديد من المحافظات خطة لتمديد مهلة الإنتخاب حتى وقت متأخر من يوم الجمعة، ولم تستبعد إعلان يوم السبت عطلة نظرا لحجم المشاركة الكبير في العديد من المناطق وليتم إحصاء الأصوات بأفضل شكل ممكن.

تغطية إعلامية واسعة
بالتزامن مع ذلك، اعلنت وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، ان ما يزيد عن 350 مراسلا واعلاميا اجنبيا لدى 160 وسيلة اعلامية من 20 دولة في انحاء العالم، قاموا بتغطية اخبار ومجريات الدورة الثانية عشرة للانتخابات التشريعية والدورة السادسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة من داخل ايران، في حين تصدّرت الإنتخابات العناوين والتقارير التلفزيونية لجميع وسائل الإعلام المحلية في البلاد، ورافق المراسلون المواطنين في الدوائر الإنتخابية لتغطية العرس الإنتخابي في البلاد. كما جرت الإنتخابات بانسیابیة كاملة ومن دون أي تلكّؤ أو تأخیر، حيث أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات "محسن اسلامي"، أن انتخابات مجلسي الشورى الاسلامي وخبراء القيادة تجري بانسیابیة ومن دون تاخیر. وأضاف: ان القانون حدد 10 ساعات ليدلي الناخبون بأصواتهم؛ مبينا ان هذه الفترة قابلة للتمديد حسب تشخيص وزير الداخلية، على ان يتم الاعلان عن ذلك لاحقا. وتابع: يوجد 59 الف مركز للاقتراع في ارجاء البلاد، وبحسب التوقعات والخطط السابقة، يتلقى 44 ألف مرکز اقتراع ثابت و15 ألف مرکز متنقل أصوات المواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وشهدت إنتخابات دورتي مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة، مشاركة كبيرة أيضاً من قبل المواطنين المُتردّدين في الإدلاء بأصواتهم، حيث صرّح العديد منهم من مراكز الإقتراع بأنه "يُدلي بصوته من أجل ايران من أجل وطنه، ومن أجل تحسين الأوضاع".
وعلاوة على الدوائر الإنتخابية الثابتة، جالت في أنحاء البلاد "دوائر جوّالة" أيضاً، حيث أُطلق في محافظة طهران قرابة الـ 489 فرعا إنتخابياً جوّالاً، يقوم بشكل أساسي بجمع الأصوات في المراكز التي لا يمكن فيها حضور الفروع الثابتة.
في السياق، قال نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية: في الجانب الأمني، تشرف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على الوضع وتوفر الأمن لجميع مراكز الاقتراع من خلال الإجراءات المشددة. ويقوم أكثر من 250 ألف شخص بحراسة وحماية مراكز الاقتراع.

الإمام الخامنئي يُدلي بصوته
في السياق، اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، لدى إدلائه بصوته صباح أمس في حسينية الإمام الخميني رضوان الله عليه، بان اعين العالم تترقب المستجدات في ايران اليوم؛ مخاطبا ابناء الشعب الايراني بالقول: ينبغي لشعبنا العزيز ان يعلم بان الكثير من الشعوب والسياسيين واصحاب المراتب القيادية والوطنية في انحاء العالم، يراقبون ماذا ستفعلون خلال الانتخابات اليوم والنتيجة التي ستفضي اليها هذه العملية.
واضاف سماحته: ادعو الباري تعالى ان يبارك هذا اليوم للعشب الايراني العزيز، وان يُكّلل جهوده وجمهود كل المسؤولين القائمين على تنظيم الانتخابات، بالنتائج المرجوة وبما يصب في مصالح هذا الشعب.
كما وجّه قائد الثورة الاسلامية النصح للشعب الايراني، قائلا: تسابقوا في اعمال البرّ على الاخرين، وبادروا قدر الامكان الى الادلاء بأصواتكم في صناديق الاقتراع خلال الساعات الاولى من بدء الانتخابات.

تجسيد للتماسك والوحدة في البلاد
في السياق، وصف رئيس الجمهورية "آية الله السيد ابراهيم رئيسي"، الإنتخابات بانها عرض وطني وتجسيد للتماسك والوحدة في البلاد. وفي تصريح صحفي، صباح أمس على هامش الإدلاء بصوته، اكد "السيد رئيسي" بان جميع التيارات السياسية ومرشحيها جاءت لتسطّر ملحمة عظيمة بمشاركة الشعب الايراني. واضاف: ان الانتخابات وليدة الثورة الاسلامية؛ مبينا: ان الشعب يضطلع بدور مصيري في تحديد مسار الامور.
وفي السياق استدل رئيس الجمهورية بكلام الامام الراحل (رض) الذي اكد بان "صوت الشعب المعيار في تحديد الامور"؛ مردفا انه لمدعاة للفخر والاعتزاز ان صوت الشعب الايراني كان منذ اليوم الاول معيارا لاتخاذ القرارات في ايران الاسلامية ولا يزال كذلك.  
واستطرد رئيسي: ان الشعب الايراني، هو المنتصر وليس هناك خاسر في هذه الساحة، ان حاز المرشحون على الاصوات من عدمه، فالجميع ساهم انطلاقا من واجبه في انجاح هذا العرس الوطني.

كبار المسؤولين يدلون بأصواتهم
كما أدلى كبار المسؤولين في البلاد بما في ذلك أعضاء الحكومة من الوزراء ومساعديهم وقادة الجيش وحرس الثورة الجمعة بأصواتهم، مؤكدين على أهمية المشاركة الواسعة في الإنتخابات على أنها مظهر من مظاهر الإقتدار.
حيث أدلى رئيس السلطة القضائية الشيخ غلام حسين محسني إجئي، بصوته في الانتخابات، كما أدلى رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف وحجة الاسلام السيد حسن الخميني، بصوته في الانتخابات البرلمانية للدورة الثانية عشرة وانتخابات مجلس خبراء القيادة في دورتها السادسة.

 

الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.